ولاية الجلفة

التعريف بولاية الجلفة


موقع الجلفة في الجزائر
في سفح الأطلس الصحراوي و بمفترق الطرق من الشمال الى الجنوب ، و من الشرق إلى الغرب ، تتمركز الجلفة بين أحضان السهوب الوسطى عند التحام الصحراء بالهضاب العليا ، هناك حيث ضربت الشمس موعدا لها مع الفضاءات الفسيحة، ، و لا تبعد إلا بحوالي 300 كلم جنوب العاصمة الجزائرية .

ومع ذلك يعد جزؤها الجنوبي صحراويا . لذا تشكل همزة وصل بين شمال الجزائر وجنوبها.

تحد ولاية الجلفة المدية شمالا، و المسيلة شرقا، وتيارت غربا، ولها حدود جنوبية شرقية مع بسكرة و الوادي و ورقلة، ومع الأغواط و غرداية في الجنوب الغربي.

الدوائر و البلديات
ظهرت ولاية الجلفة بمقتضى التقسيم الإداري عام 1974 للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، و يبلغ عدد سكانها 897.920 نسمة (حسب إحصاء 2003) و تبلغ الكثافة السكانية 27.8 نسمة/كلم2.

وهي تضم 36 بلدية ، و 12 دائرة كما هو مبين في الجدول بالأسفل 

المدن :
مدينة مسعد : مشهورة ببرنوسها الوبري بالإمكان زيارة واحاتها بنخيلها الخلابة وسوقها التقليدية .

عمورة: معقل للثورة التحريرية (54 – 62)، محاطة بجبال وعرة المسالك، مطل على منظر خلاب للصحراء بصمات عميقة للدينصورات، كهوف رائعة، حدائق مبهرة .

الشارف: توفر حماما معدنيا متواضعا مشهورا بعلاج داء المفاصل وأمراض الجلد .

الغابة: جزء رئيسي في السد الأخضر، تعطي 150 ألف هكتار من الصنوبر الحلبي، البلوط، العرعر، فسحات رائعة .

عين معبد :وهي اقرب بلدية لبلدية الجلفة تقع على بعد 18كلم وهي بلدية مشهورة بجبال بحرارة .حجر الملح
حاسي بحبح :من أكبر الدوائر بولاية الجلفة تقع على بعد 50 كلم شمال الولاية. تعرف بحمامها المعدني المصران
حجر الملح: ثالث جبل ملح في العالم، منظر مدهش من الركام المعدني تتلألأ فيه آلاف البلورات تحت أشعة الشمس (ملح – جبس – زهور – الملح – بلورات الحديد) ويقع على بعد 7كلم عن بلدية عين معبد بدورها .بجانب هذا الجبل العضيم نجد منزل المجاهد المغوار الحاج عبد القادر بن الهاني شفاه الله
وبالجانب الاخر نجد قرية البراكة او ما تعرف بقرية اولاد عثمان
كثبان زاغر: الآن مثبته بجانبي الطريق، تبدوا وكأنها العرق الكبير عند ولوجها، سهلة المسلك، تجوالها للماشي مريح، حمامها الرملي مرغب فيه .
الصيد البري: يجد هاويه صيدا منظما، يسمح بإصدياد الأرنب، الحجل، وطيور الماء والصيد بواسطة التطويق، وهناك حظيرة وطنية (غابة بحرارة) لحماية بعض السلالات كـ (الحباري، الأروية، الغزال الجبلي) .
سن الباء: تقع هذه المنطقة على بعد 6 كلم من مدينة الجلفة، عبارة عن غابة كبيرة تحتوى على عدة أنواع من الأشجار غير المثمرة، تقدم للزائر هواءا نقيا وراحة تامة، يقصدها السكان في أيام العطل والمناسبات، كما يقصدونها بعض النوادي الرياضية لممارسة نشاطاتهم الرياضية .
جبل بوكحيل: يقع بالقرب من بلدية مسعد، هو عضو من سلسلة جبال الأطلس الصحراوي. وهو عبارة عن جبل شامخ الإرتفاع وكبير الحجم، تتخلله منحدرات شديدة الإنحدار تصل زاويتها أحيانا إلى 90°، كان ملجأ للمجاهدين أيام الثورة التحريرية، فهو يحتوى على مغارات وكهوف مذهلة البناء، يبدى للناظر إليه إحساسا بالعظمة، يصبح جميلا عن النظر إليه عندما تكسوه الثلوج في فصل الشتاء .
حمام الشارف: يبعد عن مدينة الجلفة حوالي 40 كلم غرباً، عبارة عن حمامات معدنية مياهها ساخنة، تشفي من الكثير من الأمراض، تستقطب عددا كبيرا من الزوار على مدار السنة، إلا انه يحتاج إلى إستغلال أفضل يليق به .
حمام المصران :يبعد عن مدينة الجلفة بحوالي 40 كلم شمالا وهو حمام اكتشف منذ القدم لكنه جف لسنوات عدة وفي هذه الاونة يكون الحمام قد خطا خطوة لا باس بها اذ ان مصالح ولاية الجلفة قد امرت باعادة هيكلة هذا الحمام لكن الماء ينصب والاشغال متوقفة
دائرة الادريسية:
الزنينة : مدينة الألف سنة
الادريسية أو ” زنينة ” من اقدم مدن ولاية الجلفة وهي حتى اقدم من الجلفة باعتبارها من مدن الألف سنة كما يقول عنها الباحثون فقد وجدت من قبل الرومان حيث كانت تقطنها قبائل ( مغراوة ) الأمازيغية ثم وفد اليها الرومان عن طريق ابنة الملك “دمد” المسماه بزنينة وتزوجت “بسردون” وتوجها سكان المنطقة ملكة ، وبها سميت المدينة ” زنينة” وبعد الرومان سكنها ” البدارنية” وهم قبائل امازيغية قطنتها لفترة طويلة ثم اشتراها منهم أحد الرجال الصالحين واسمه ” أمحمد بن صالح” بمائة بقرة ، وعمرها ونشر فيها الأمن وروح التعايش بن القبائل المتوافدة ، فأصبحت معبرا للرحالة المغاربة كتبوا عنها في مخطوطاتهم ، وكانت معبرا للحجاج ، قصدتها شخصيات معروفة منهم : ” أحمد بأي” الذي جاءها سنة 1723 ، طلبا لوساطة أهلها عند مدن الجنوب كما بلغها الأتراك … وكان القائد ” الزيغم ” حاكماً لها في عهدهم حيث قام ببناء الحارة وغرس البساتين .
وأما الفرنسيون فقد وصلوا إليها في 28 أفريل 1845 يلاحقون الأمير عبد القادر الذي آوته ” زنينة ” وساعده أهلها بالمؤونة وصلى بأهلها ودعا لهم بالبركة والأمان ، وقد وقف أهلها إلى جانب مقاومات شعبية أخرى كمقاومة “التلي بلكحل” و “موسى بن حسن” …
و تعتبر مدرسة “راؤول بوني” أول مدرسة بنيت على مستوى المناطق السهبية بناها الفرنسيون بـ ” زنينة ” سنة 1858، درس فيها نوابغ وأساتذه كبار منهم جلول بلمشري الذي اصبح فيما بعد المترجم بمجلس قضاء باريس ، ودرس بها الدكتور أحمد بن سالم الناشر لـ ” إيتيان ديني” الرسام المشهور وقد أسلم على يده فيما بعد .
وأول مسجد بني بـ” زنينة سنة 1891 وتأسست بها زاوية لتحفيظ القرآن وتدريس علوم الدين سنة 1906 من طرف الشيخ طاهري عبد القادر بن مصطفى ، قصدها الطلاب من المدن المجاورة كالأغواط والجلفة والبيض وتيهرت والمدية وحتى الجزائر العاصمة…وقد تخرج منها مئات الطلبة منهم أئمة الجلفة : الشيخ سي عطية مسعودي (رحمه الله) وسي عامر محفوظي (حفظه الله) وسي عبد القادر الشطي (رحمه الله)…
كما كان بالزنينة أطباء مهرة أمثال : محمود لغريسي ، وحران بن عبد القادر وبلوطية بن مرسلي…
وفي الكفاح السياسي فان خالدي مخلوف أول من أدخل حزب الشعب الجزائري مكونا خلية نضال وناضل عبد المالك محمد “سي الدرويش” في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين… وكانت ” زنينة ” نقطة تموين للولايتين الخامسة والسادسة ماديا وبشريا ، فكان من مجاهديها لزهاري بن شهرة ، قويلي محمد المعروف بالفيدة وصديقي النوري المعروف بنهاي وطاهري عبد الرحمان وحنيشي محمـد وشكال البشير …الخ
وقد شهدت أراضيها عدة معارك منها معركة ” سردون ” التي جــرت فـــــــــي 19 /02/1958 ومعارك أخرى في الحرشة والشايفة…
أما الحركة الكشفية فقد بدأت مع أوائل الأربعينيات بتكوين فوج قام برحلة إلى الجزائر العاصمة ، وكتبت عنه صحيفة صدى الجزائر آنذاك L’Echo D’Alger …
و قد كانت “زنينة” بلدية منذ سنة 1957 تعايشت فيها عروش وقبائل وأجناس وديانات مختلفة منهم : اليهود الذين تركوا آثارا ما تزال قائمة كالمعبد و المقبرة.
وبعد الاستقلال أطلق عليها اسم “الادريسية” باسم الشهيد عمر ادريس. وكانت في البداية تابعة لولاية ” التيطري” المدية ثم ولاية الجلفة وأصبحت دائرة سنة 1984 … وهي تضم ثلاث بلديات : الادريسية ، الدويس ، عين الشهداء . وهي تقع إلى الجنوب الغربي من ولاية الجلفة وتتربع على مساحة قدرها 346 كم مربع ويبلغ تعداد سكانها 24512 نسمة ( احصاء سنة 2003 )…
تتوفر الإدريسية على ثروات طبيعية حيث نوعية المياه الجيدة ونوعية الأتربة والطين القابل لتصيع مواد فخارية وأصبغة . هذا مع خصوبة أراضيها ووجود ثروات حيوانية أهمها الماشية مع تنوع تضاريسها ما بين السهبية والصحراوية…
حكاية الزنينة يحكى أنه في القديم حتى قبل ميلاد النبي محمد (ص) ، قد عاشت في المنطقة سيدة تسمى “زنينة”، غنية جدا و من عائلة كبيرة. محرومة من زوجها، و تعيش من أجل ولدها الوحيد الذي تحبه كثيرا. في إحدى المعارك الكثيرة التي كانت تدور في تلك الأزمنة، و وسط المحاربين الذين قضوا على أفراد قبيلة زنينة و أهلها، سقط ابنها جريحا، فترجتهم زنينة بكل شجاعة و عطف بأن لا يقتلوا فلذة كبدها الوحيد فتركوه و حملته نصف ميت على أكتافها ، و مشت كثيرا حتى وصلت إلى عين نائية و بعيدة عن الأنظار. فبنت كوخا و قامت بإسعاف ولدها. و شيئا فشيئا استنجد بها بعض الهاربين من المعارك و كذا الفقراء و تجمعوا حولها، و مات ابنها بالرغم من كل إسعافات أمه. و دفنته قريبا منها. بدأت القرية في الاتساع ، فبنيت الحصون و توج السكان زنينة ملكةً. و تزوجت بعد ذلك بـ”سردون” أحد فرسان الرومان ، و الذي سمي باسمه جبل سردون المحاذي للمدينة


المناخ و التضاريس
تتمتع الجلفة بمساحة تقدر بـ: 32256.35 كلم2 ، و تمثل 1.36 % من المساحة الإجمالية للجزائر.

هذه المساحة وهذا الموقع أعطى المنطقة تنوعا طبيعيا، إذ نجد مثلا أنواعا تضاريسية متعددة على امتداد مساحتها الشاسعة . فهناك سلسلة جبلية في وسط الولاية ، تمتد من دائرة دار الشيوخ شرقا إلى الإدريسية في أقصى الغرب.

تتخلل هذه السلسلة قمم جبلية فارغة، تبلغ مداها الأقصى في قمة جبل "محاسن الكفا" بالقرب من منطقة بن يعقوب المرتفعة بـ 1613 مترا، وينخفض هذا الارتفاع كلما توجهنا غربا.

دون أن ننسى جبل بوكحيل الذي يأخذ مساحة في الشمال الشرقي لدائرة مسعد، ويمتد حتى بوسعادة، وكذا جبل الملح بالمكان المسمى "حجر الملح"، وهو ثالث جبل ملح في العالم ويقع على بعد حوالي 30 كلم شمال مدينة الجلفة.

توجد بالمنطقة أيضا منخفضات ببلدية الجلفة، و دار الشيوخ و أحواض بالإدريسية وبالقرب من مسعد، وسهول بعين الإبل ومسعد. ويمر وادي جدي بالجزء الغربي للجلفة.
أما الغطاء النباتي، فتغطي الأشجار 150 هكتار و تقع هذه المناطق الغابية في الجنوب الغربـي و الشمال الشرقي لبلدية الجلفة وشرق مسعد، وبالقرب من عين وسارة. وتغلب عليها أنواع: الصنوبر الحلبي، و أشجار العرعار بالإضافة إلى أنواع نباتيـة استبسيـة، مثل الحلفاء التي كانت تغطي مساحة تقدر بـ: 658000 هكتار و الشيح، و الإكليل.
كما أتاحت الطبيعة الصحراوية جنوب المنطقة وجود الواحات و الحمادات في منطقة مسعد.
مناخ منطقة الجلفة انتقالي في عمومه، بين مناخ البحر الأبيض المتوسط و المناخ الصحراوي . إذ يتميز بقساوة الطقس في الشتاء وكثرة موجات الصقيع المنتظمة، وبقلة المطار وعدم انتظامها وامتداد مدة الجفاف وقصر مدة التساقط. و يقدر متوسط قيمة التساقط بين 150 إلى 350 ملم.


مدينة الجلفة (عاصمة الولاية)
تقع مدينة الجلفة في مركز ولاية الجلفة، وتبعد عن عاصمة الجزائر بحوالي 300 كلم. و تعتبر تاسع مدينة جزائرية من حيث عدد السكان بأكثر من 230 ألف نسمة بعد كل من مدن الجزائر العاصمة، وهران، قسنطينة، عنابة، باتنة ، البليدة ، سطيف و الشلف.

ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 800 م. و هي منطقة سهبية شبه صحراوية .. تجمع بين التل و الصحراء شتاؤها بارد و صيفها حار جاف و يكون غالبا ألطف عن مناطق الساحل. و ذلك بالنظر للحزام الغابي الأخضر المحيط بها.

تقع على الطريق الوطني رقم 01 العابر للصحراء. و قد بدأ بها التوسع العمراني و السكاني مع مطلع ثمانينات القرن الماضي. و بدأت وتيرة التزايد السكاني في فترة العشرية الماضية - التسعينات - .. لعوامل عديدة منها .. الأزمة الجزائرية .. و طبيعة المنطقة و سكانها الأصليين الذين يتميزون بالألفة و التآلف و الانفتاح و الترحيب بالضيوف الجدد الوافدين على المنطقة حتى يصبحون في كثير من الأحيان أكثر حظوة و نفوذا من السكان الأصليين للمنطقة.

هذا و قد أصبحت المدينة مركزا اقتصاديا و تجاريا هام تنتقل السلع عبره إلى بقية المدن و الولايات الجنوبية للجزائر .

و النشاط الغالب لسكانها المحليين هو الفلاحة و خاصة تربية الماشية ( الأغنام ) فهي العمود الفقري للنشاط الاقتصادي للمنطقة .. و الممول الرئيسي لمناطق شمال و شرق البلاد بهذه المادة الحيوية لتخترق أحيانا حدود الدولة نحو دول المغرب العربي..
و في المدة الأخيرة تشهد مدينة الجلفة وولاية الجلفة بصفة عامة نشاطا تنمويا معتبرا في المجالات التنموية المختلفة الفلاحية و الاجتماعية و الخدماتية في إطار برنامج التنمية للجمهورية و البرنامج الخاص بولايات الجنوبية لإعادة هيكلة القطاعات و تحسين أداء الخدمات للمرافق العمومية لتحقيق المردودية الأفضل .. و فتح مناصب شغل لامتصاص البطالة و تنشيط دواليب الاقتصاد الوطني .

ليست هناك تعليقات: